الفراق
Tuesday, March 25, 2008 by الراقـــص مع الذئـــــاب
استيقظت ام الفسافيس علي صياح الديكة في الفجر...
وبمعني اصح فتحت أعينها عند سماعها صياح الديكة
فهي لم تذق طعم النوم طوال الليل مع كل المحاولات المضنية لإستجلاب هذا النوم الذي هجر أعينها
وتقلبت علي السرير يميناً ويسارا في محاولة منها لإيهام نفسها بالنشاط الذي يأتي بعد النوم العميق
وعل يمين السرير يستلقي أبو الفسافيس علي جنبه الأيمن دون حراك...كانت حركتها بسيطة ...رقيقة تخشي علي زوجها من القلق...وكانت تنظر إليه بشفقة وتحبس هذه الدموع التي كادت أن تفر من عينيها أول ما جال بخاطرها الذي ينتظر زوجها العزيز...أبو أولادها الثلاث
و نري أبو الفسافيس مغمض العينين (وبرضو لابس النظارة) ..ولكنه لم يكن أحسن حظأً من زوجته المخلصة الوفية الرقيقة العاقلة الراسية.......
فلم يذق أبو الفسافيس النوم طوال الليل أيضاً...
يبدو أن بزوغ فجر اليوم يأتي في طياته بأمر صعباً علي هذه الأسرة البسيطة الجميلة
في حجرتها القبيحة تقف فسافس في الشباك تحملق في منظر شروق الشمس الجميل بإمضعاض وقرف كالعادة...
فقد سرقت الكوابيس النوم من عينيها الضيقتين
وتزكرت أيام طفولتها ومداعبة أبوها وتدليله لها...كانت تراها أياماً كئيبة كعادتها في رؤية الأشياء الجميلة
ولكنها عاطفة حب الأب....تحركت بداخلها...فزفرت زفرة حارة أحرقت جزء من ستائر الشباك القبيح الذي تطل منه....
وفي الحجرة المجاورة فارق النوم عيون فيسفس أيضأ....وشعر بالمسؤلية تجاه الأسرة....اليوم يوماً فاصلا في تاريخ الاسرة
وقد يحمل الابن الأكبر لواء الأسرة ويمسك بالدفة اليوم
أما المفعوص الصغير فقد ارتسم علي وجهه الوجوم والكئابة....وأصر علي إرتداء ملابس داخلية سوداء...حيث أنها تظهر دائما من تحت المنطلون الساقط....ولونها يعبر دوما علي حالته المزاجية
وندنو من هذا المشهد الجميل...مشهد الزوجة المخلصة الحنون...تدنو من زوجها وهي تمسح بيدها الخشنة علي رأسه الأصلع....فيفتح عينيه دفعة واحدة ليجدها أمامه في مشهد بشع علي الصبح......
وتطول نظرة رب الاسرة الي زوجته في صمت رهيب
صمت أبلغ من الآف الكلمات....صمت يصمّ الأذن
ويقطع الصمت صوت أم الفسافيس قائلة لزوجها:
قوم يا خويا...الفجر شقشق
لم يجب أبو الفسافيس إلا بالنهوض من الوضع مستلقياً الي الجلوس علي حافة السرير واضعاً رأسه بين كفيه
همست أم الفسافيس لزوجها بود وحنية:
احضرلك الفطار يا خويا بعد ما تخرج من الحمام؟؟
أومأ ابو الفسافيس برأسه بطريقة غير مفهومة ...فتمتمت أم الفسافيس بعبارات غير مفهومة واكتفت بتحضر طعام الأفطار ...هيطفح بقي والا لا.....لما نشوف اخرتها معاهم
إجتمعت الاسرة الجميلة في الصالة ويعلوهم الصمت كان فوق رؤسهم الطير...منتظرين خروج أبوهم من الحمام وكأنهم يريدون إشباع أعينهم من وجهه قبل الرحيل وتركهم
ولكن الي أين؟؟
إلي أي مكان سوف يذهب هذا الاب تاركاً خلفه كل هذا الحب
إنه ذاهب الي مصيره المحتوم...الهمّ الذي يحمله هذا الاب علي كتفيه
نعم سوف يذهب هذا الاب الحنون
سوف يتخطي الصعاب...ويمشي علي الاشواك وجمر النيران
ولن يستسلم هذا الفدائي من أجل أسرته....الكل يعرب أنها تضحية
الكل يعرف خطورة هذا الامر
الكل يعرف الاحتمالات الناتجة ....لامكان للخسارة....فقط حل واحد
ولهذا كانوا يجلسون في صمت منتظرون
لأن الامر ليس بيديهم.........
خرج الاب من الحمام ونظر بلامبالاة الي طعام الافطار.....ونظر الي أسرته بنظرة تحمل كل معاني الحب والحنان والرحمة
وذهب الي غرفته ليرتدي ملابسه...فقد حان وقت الرحيل
وأسرعت زوجته خلفه تساعده في إحضار إحتياجاته....وحتي تكون قريبة منه في اللحظات الاخيرة
وبعد قليل خرج الاب في كامل هيئة الاستعداد وفي يده حقيبة صغيرة
ما أقساها من لحظة....لم يتمالك الجميع أنفسهم وهرولوا نحو ابوهم يعانقونه عناقاً حاراً....وتنساب الدموع من اعينهم كأمطار الشتاء
لم يحتمل الاب هذا الامر وخرج مسرعا من الباب
ولكن استوقفته زوجته بصيحة كتمت الانفاس
فصمت الجميع وكأن الزمن قد توقف عند هذه اللحظة
فقالت الزوجة بصوت عميق كأنه يخرج من كهوف دفنت منذ الآف السنين :
مش ناسي حاجة يا أبو الفسافيس
إستدار الاب مواجهاً زوجته بألف علامة إستفهام مرسومة علي وجهه
لم تدعه زوجته للتساؤل كثيرا
بل اسرعت بالاجابة علي السؤال الذي سألته هي ....مشفقة علي زوجها
فقالت مسرعة
انت نسيت القفص يا خويا...القفص اللي هتحط علي العيش إن شاء الله لما تجيبه عشان ميحرقش ايدك
فهي لم تذق طعم النوم طوال الليل مع كل المحاولات المضنية لإستجلاب هذا النوم الذي هجر أعينها
وتقلبت علي السرير يميناً ويسارا في محاولة منها لإيهام نفسها بالنشاط الذي يأتي بعد النوم العميق
وعل يمين السرير يستلقي أبو الفسافيس علي جنبه الأيمن دون حراك...كانت حركتها بسيطة ...رقيقة تخشي علي زوجها من القلق...وكانت تنظر إليه بشفقة وتحبس هذه الدموع التي كادت أن تفر من عينيها أول ما جال بخاطرها الذي ينتظر زوجها العزيز...أبو أولادها الثلاث
و نري أبو الفسافيس مغمض العينين (وبرضو لابس النظارة) ..ولكنه لم يكن أحسن حظأً من زوجته المخلصة الوفية الرقيقة العاقلة الراسية.......
فلم يذق أبو الفسافيس النوم طوال الليل أيضاً...
يبدو أن بزوغ فجر اليوم يأتي في طياته بأمر صعباً علي هذه الأسرة البسيطة الجميلة
في حجرتها القبيحة تقف فسافس في الشباك تحملق في منظر شروق الشمس الجميل بإمضعاض وقرف كالعادة...
فقد سرقت الكوابيس النوم من عينيها الضيقتين
وتزكرت أيام طفولتها ومداعبة أبوها وتدليله لها...كانت تراها أياماً كئيبة كعادتها في رؤية الأشياء الجميلة
ولكنها عاطفة حب الأب....تحركت بداخلها...فزفرت زفرة حارة أحرقت جزء من ستائر الشباك القبيح الذي تطل منه....
وفي الحجرة المجاورة فارق النوم عيون فيسفس أيضأ....وشعر بالمسؤلية تجاه الأسرة....اليوم يوماً فاصلا في تاريخ الاسرة
وقد يحمل الابن الأكبر لواء الأسرة ويمسك بالدفة اليوم
أما المفعوص الصغير فقد ارتسم علي وجهه الوجوم والكئابة....وأصر علي إرتداء ملابس داخلية سوداء...حيث أنها تظهر دائما من تحت المنطلون الساقط....ولونها يعبر دوما علي حالته المزاجية
وندنو من هذا المشهد الجميل...مشهد الزوجة المخلصة الحنون...تدنو من زوجها وهي تمسح بيدها الخشنة علي رأسه الأصلع....فيفتح عينيه دفعة واحدة ليجدها أمامه في مشهد بشع علي الصبح......
وتطول نظرة رب الاسرة الي زوجته في صمت رهيب
صمت أبلغ من الآف الكلمات....صمت يصمّ الأذن
ويقطع الصمت صوت أم الفسافيس قائلة لزوجها:
قوم يا خويا...الفجر شقشق
لم يجب أبو الفسافيس إلا بالنهوض من الوضع مستلقياً الي الجلوس علي حافة السرير واضعاً رأسه بين كفيه
همست أم الفسافيس لزوجها بود وحنية:
احضرلك الفطار يا خويا بعد ما تخرج من الحمام؟؟
أومأ ابو الفسافيس برأسه بطريقة غير مفهومة ...فتمتمت أم الفسافيس بعبارات غير مفهومة واكتفت بتحضر طعام الأفطار ...هيطفح بقي والا لا.....لما نشوف اخرتها معاهم
إجتمعت الاسرة الجميلة في الصالة ويعلوهم الصمت كان فوق رؤسهم الطير...منتظرين خروج أبوهم من الحمام وكأنهم يريدون إشباع أعينهم من وجهه قبل الرحيل وتركهم
ولكن الي أين؟؟
إلي أي مكان سوف يذهب هذا الاب تاركاً خلفه كل هذا الحب
إنه ذاهب الي مصيره المحتوم...الهمّ الذي يحمله هذا الاب علي كتفيه
نعم سوف يذهب هذا الاب الحنون
سوف يتخطي الصعاب...ويمشي علي الاشواك وجمر النيران
ولن يستسلم هذا الفدائي من أجل أسرته....الكل يعرب أنها تضحية
الكل يعرف خطورة هذا الامر
الكل يعرف الاحتمالات الناتجة ....لامكان للخسارة....فقط حل واحد
ولهذا كانوا يجلسون في صمت منتظرون
لأن الامر ليس بيديهم.........
خرج الاب من الحمام ونظر بلامبالاة الي طعام الافطار.....ونظر الي أسرته بنظرة تحمل كل معاني الحب والحنان والرحمة
وذهب الي غرفته ليرتدي ملابسه...فقد حان وقت الرحيل
وأسرعت زوجته خلفه تساعده في إحضار إحتياجاته....وحتي تكون قريبة منه في اللحظات الاخيرة
وبعد قليل خرج الاب في كامل هيئة الاستعداد وفي يده حقيبة صغيرة
ما أقساها من لحظة....لم يتمالك الجميع أنفسهم وهرولوا نحو ابوهم يعانقونه عناقاً حاراً....وتنساب الدموع من اعينهم كأمطار الشتاء
لم يحتمل الاب هذا الامر وخرج مسرعا من الباب
ولكن استوقفته زوجته بصيحة كتمت الانفاس
فصمت الجميع وكأن الزمن قد توقف عند هذه اللحظة
فقالت الزوجة بصوت عميق كأنه يخرج من كهوف دفنت منذ الآف السنين :
مش ناسي حاجة يا أبو الفسافيس
إستدار الاب مواجهاً زوجته بألف علامة إستفهام مرسومة علي وجهه
لم تدعه زوجته للتساؤل كثيرا
بل اسرعت بالاجابة علي السؤال الذي سألته هي ....مشفقة علي زوجها
فقالت مسرعة
انت نسيت القفص يا خويا...القفص اللي هتحط علي العيش إن شاء الله لما تجيبه عشان ميحرقش ايدك
وهكذا كانت رحلة ابو الفسافيس الي فرن العيش
لاء مش ممكن
بجد مش قادره أصدق
ايه البراعه ده يامحمد
فرن العيش يامفترى دا انا الدمعه كانت هتفر من عينى هههههه
بجد أسلوب السرد أكتر من رائع من غير مجامله بس حظك بقى انك وقعت فى ناقده لسانها طويل
ملاحظه صغيره:الجمله ده
هيطفح بقي والا لا.....لما نشوف اخرتها معاهم
قطعت جو السرد الى كنت عايشه فيه خالص وكمان اختلفت فى اسلوب الكتابه لإنها بالعاميه
بس خلاص
أبدعت وشوقتنى للحلقه التانيه
تحياتى
شيماء:)
This comment has been removed by the author.
ما شاء الله يا باشا
فكرتك وضحت اكتر مع اول قصه للعائله الفسفوسية,بجد جميله قوى
ومش عارف فكرتنى بالمقالب بتاع المنتديات لما نقعد نقرا نقصه طويييييييييلة وفى الاخر نقع فى المقلب ومنبقاش عارفين نعيط ولا نضحك
مستني منك بقية الحلقات
سلااااااااااام
ههههههههههههه
تلاقيهم فى البيت دلوقتى بيقولوا المجنونه دى بتضحك كده ليه؟
والله اللى مستغرب يجيى يقرا
بس اقولك الحق
عند نص الموضوع كده بدات اشم ريحه العيش
اصل الطقوس دى بتحصل عندنا لما اخويا يروح يجيب عيش
ربنا يرجع ابو الفسافيس بالسلامه
تحياتى وفى انتظار حلقات جديده
هههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههه
انا قولت ده رايح يستشهد
او يحرر كفر ابو طشت
يقوم يطلع رايح يشترى عيش
واحسرتاااااااه
هههههههههههههههههههههههههههههههه
قفص العيش
انا دماغي راحت لبعيد
قولت رايح يبيع كليته
رايح ينتحر
ههههههههههههههههه
لاحول ولاقوة الا بالله
ايه ده بس
لا ويطفح
وحجره قبيحه وستائر قبيحه
ياستار يارب
ماشاء الله حلوة اوي
ومستنيه الباقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تصدق بالله قلت برضو رايح يجيب عيش ، آه والله
ربنا معاه بقي ويرجعه بالسلامه
ههههههههههههههه
ههههههههههههه
لازم نستهل بالضحكة طبعا
فشر البلية ما يضحك
الفكرة جميلة جدا وواقعية جدا بس عايزين رأى المفتى ,هل اللى مات فى طابور العيش شهيد ؟؟وبدل مافيه تطوع للجيش يبقى فيه تطوع للعيش !!! بس فاضل كنت تشغل اغنية فدائى فدائى فدائى !!!
جميــــــــــــلة
انت كاتب ساخر وممتاز...اشكرك على زيارتك
السادس من ابريل انتفاضة الشعب المصري
الناس دي كلها معانا
على مدونة عصياااان
http://3syan.blogspot.com/
أنا قلت الراجل رايح يفجر نفسه فى عملية استشهادية ولا حاجة وصعب عليا العيال وياعينى يا فسفوسة
اه يا نصيبة انت
الاول قريت مقدمة الفسافيس لانى مكنتش قريتها وبعدين ايه العيلة اللى كلها قرفان من بعضها دى
حاجة تخنق صحيح
بس حلوة البعتة اللى بعتهالنا دى
انا قلت رايح يحرر فلسطين لوحده ولا حاجة
طلع خايف ايده تتلسع من العيش
يلا الحمد لله
وبالتوفيق دايما
وفى انتظار الحلقة الجديدة من عائلات الفسافيس
هبة
:)حلو اوي
thx
كشف تسربات المياة
غسيل خزانات
شركة نظافة عامة
thank you
سعودي اوتو